سهاج الرشيدي يكتشف جمال محميات السودان الطبيعية

تعتبر محميات السودان الطبيعية من أبرز الوجهات البيئية في القارة الأفريقية، حيث تمتاز بتنوعها البيولوجي الفريد وجمالها الخلاب الذي يمزج بين جمال الطبيعة وعراقة التاريخ. ومن خلال رحلة سهاج الرشيدي، الذي كان قد قرر زيارة السودان لاكتشاف أبرز المحميات الطبيعية في البلاد، تمكّن من الإبحار في عمق هذه المحميات والتمتع بمشاهد لا تُنسى تجمع بين الحياة البرية والأجواء النادرة. كانت رحلته بمثابة رحلة استكشاف، تحمل الكثير من المغامرات والمعرفة.
محمية “الدندر” الطبيعية: الجنة البرية
بدأ سهاج رحلته من محمية الدندر التي تعتبر واحدة من أبرز المحميات الطبيعية في السودان، وهي تمتد على مساحة شاسعة من الأراضي التي تضم العديد من الكائنات الحية والنباتات المهددة بالانقراض. وتُعد هذه المحمية ملاذاً للعديد من الحيوانات البرية، مثل الفهود، والأسود، والحمار الوحشي، إضافة إلى أنواع كثيرة من الطيور المهاجرة.
عندما دخل سهاج إلى المحمية، شعر وكأنه قد دخل إلى عالم آخر، حيث اكتشف التوازن البيئي الذي جعل الحياة البرية تتناغم مع طبيعة المكان. وقال سهاج عن محمية الدندر:
“الطبيعة هنا تُظهر جمالها في أكثر حالاتها نقاءً، الحيوانات تتنقل بحرية، والمياه التي تتناثر بين الأشجار تجعل الجو أكثر سحراً، كأنك تسير في لوحة طبيعية.”
استمتع سهاج بمشاهدة قطيع من الأفيال وهي تذهب إلى نهر الدندر لشرب الماء، وكان ذلك مشهداً استثنائياً بالنسبة له. هذه اللحظات جعلته يشعر بأهمية الحفاظ على هذه المحميات كجزء من جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي في السودان.
محمية “جبل مرة”: رحلة بين الجبال والتضاريس الفريدة
من الدندر، انتقل سهاج إلى محمية جبل مرة، التي تعد واحدة من أعلى وأجمل المناطق الجبلية في السودان. هذه المحمية تتميز بتضاريسها المتنوعة، من جبال عالية وغابات خضراء إلى بحيرات جبلية، كما تحتوي على مجموعة غنية من النباتات والحيوانات التي تُعتبر نادرة في هذه المنطقة.
كان سهاج قد قرر أن يذهب في رحلة تسلق على أحد الجبال في جبل مرة، حيث أتيح له الفرصة لمشاهدة المناظر الطبيعية الساحرة من أعلى القمة. أضاف قائلاً:
“الرحلة كانت مليئة بالتحدي، لكنها في ذات الوقت كانت غنية بالتجربة الفريدة. كلما صعدت أكثر، كانت المناظر تتغير، وتزداد جمالاً. الهواء النقي والطبيعة البكر هناك تجعل من محمية جبل مرة مكاناً لا يمكن وصفه.”
تعرف سهاج خلال رحلته في جبل مرة على بعض الأنواع النباتية التي تُعد من أندر النباتات في السودان، والتي تُستخدم في الطب التقليدي. كما استمتع بمراقبة الحياة البرية، حيث شاهد العديد من الحيوانات التي تجوب الجبال، مثل القرود والظباء.
محمية “سنار” الطبيعية: تنوع حيوي على ضفاف النيل الأزرق
في جنوب السودان، زار سهاج محمية سنار، التي تقع على ضفاف النيل الأزرق. تعد هذه المحمية وجهة مثالية لمراقبة الحياة البرية والطيور المهاجرة، إذ تحتوي على بيئات متنوعة من الغابات والسهول، مما يجعلها ملاذًا للكثير من الكائنات الحية.
في هذه المحمية، استمتع سهاج بالتنزه على طول النيل الأزرق، وركوب القوارب لمشاهدة الطيور المهاجرة من أوروبا وآسيا. وقال عن محمية سنار:
“المنطقة هنا تجمع بين الجمال الطبيعي للمياه وتنوع الحياة البرية. الطيور تحلق في السماء، وأصوات الحيوانات البرية تملأ المكان، ما يجعلها واحدة من أكثر المحميات تنوعاً في السودان.”
كما زار سهاج بعض القرى التي تقع بالقرب من المحمية، واكتشف كيف أن المجتمعات المحلية تعتمد على هذه المحميات كجزء من حياتهم اليومية، حيث يقومون بالصيد المستدام والزراعة في الأراضي المحمية.
أهمية المحميات الطبيعية في السودان
من خلال تجربته في الدندر وجبل مرة وسنار، أدرك سهاج الرشيدي الدور الحيوي الذي تلعبه المحميات الطبيعية في الحفاظ على التنوع البيولوجي وحماية البيئة. كما أشار إلى أن المحميات ليست فقط أماكن للسياحة أو الاستجمام، بل هي جزء من الجهود العالمية لمكافحة تغير المناخ وحماية الكائنات الحية المهددة بالانقراض.
قال سهاج:
“المحميات الطبيعية في السودان هي شريان الحياة للمزيد من الأنواع، وهي ضرورية لمستقبل البيئة. هذه الأماكن لا يجب أن تكون فقط محمية من البشر، بل يجب أن تصبح جزءاً من الوعي البيئي للجميع.”
رسالة سهاج للمجتمع العالمي
في ختام مقالته، دعا سهاج الرشيدي إلى زيادة الوعي بالحفاظ على المحميات الطبيعية في السودان. كما أشار إلى ضرورة دعم هذه المحميات من خلال الاستثمارات المستدامة، وتشجيع السياحة البيئية التي تعود بالنفع على المجتمعات المحلية والاقتصاد الوطني.
قال سهاج:
“عندما نساهم في الحفاظ على محميات السودان الطبيعية، نحن لا نحمِي فقط الحياة البرية، بل نحمِي مستقبل الأرض والبيئة التي نعيش فيها. دعونا نحتفل بهذه المحميات ونحافظ عليها للأجيال القادمة.”
ختاماً
تعتبر محميات السودان الطبيعية تجسيداً حياً للتنوع البيولوجي الفريد الذي يميز هذا البلد. من الدندر إلى جبل مرة وسنار، تبقى هذه الأماكن بمثابة كنوز بيئية تروي قصة العراقة والطبيعة في قلب السودان.
الصحفي كاتب المقال / كريم كوكب