أزمة السكن تضرب إسبانيا أكثر من جيرانها الأوروبيين

تضرب مشكلة السكن إسبانيا بشكل خاص، أكثر من جيرانها الأوروبيين، في حين لا تتوقف الأسعار عن النمو ولا يزال العرض يعاني من “انفجار الفقاعة العقارية”، بحسب الإحصاءات.
واعترفت رئيسة المفوضية الأوروبية المعاد انتخابها، أورسولا فون دير لاين، بأن مشكلة السكن أصبحت عابرة للحدود، واعدة باتخاذ إجراءات بشأن هذه المسألة في الهيئة التشريعية الأوروبية الجديدة.
وفي الخطاب الذي ترشحت به لرئاسة المفوضية الأوروبية مرة أخرى، قالت فون دير لاين،: “تواجه أوروبا أزمة عقارية تؤثر على الناس من جميع الأعمار والعائلات من جميع الأحجام”.
وأنشئ لأول مرة منصب مفوض للإسكان، وتم تنفيذ خطة الإسكان الميسر، وهو أمر جديد، خاصة عندما لا يتمتع الاتحاد الأوروبي بصلاحيات في هذا الشأن، كما اعترفت فون دير لاين بنفسها.
وخلال السنوات الثلاث الماضية، بين الربع الأول من العام 2021 والفترة نفسها من العام 2024، نمت أسعار العقارات في المتوسط بنحو 13% في الاتحاد الأوروبي ككل، وفقًا لبيانات يوروستات.
وتشير صحيفة “minutos20” إلى أن اعتدال الأسعار في إسبانيا أبطأ مما هو عليه في البلدان المجاورة الأخرى. وفي الواقع، من بين الاقتصادات الأربعة الكبرى في الاتحاد الأوروبي، فهي الدولة التي أصبح فيها الإسكان أكثر تكلفة في العام الماضي.
وتنوه أيضًا، إلى ارتفاع أسعار الشقق في الربع الأول من العام 2024 بنسبة 6.4% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق. في المقابل شهدت إيطاليا ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 1.7%، فيما انخفضت بنسبة 4.8% و5.7% على التوالي في فرنسا وألمانيا.
على وجه الخصوص، فإن المساكن الجديدة هي الأكثر تكلفة.
وفي إسبانيا، أصبحت التكلفة أعلى بنسبة 9.9% عما كانت عليه قبل عام، وهي زيادة تتجاوز متوسط الزيادة الأوروبية البالغة 6.4%، وهي علامة لا تصل إليها بقية الاقتصادات الكبرى، بحسب ما أوردته الصحيفة.
وكان لارتفاع أسعار المساكن أثره السلبي في جيوب الأوروبيين.
وتشير أحدث البيانات لعام 2023 إلى أن 9.3% من سكان المجتمع يعيشون في منازل مع تأخرهم في سداد أقساط الرهن العقاري أو الإيجار أو الفواتير الأساسية.
وتشير بيانات يوروستات إلى أن إسبانيا هي البلد الذي انخفض فيه عدد تأشيرات العمل بأكبر قدر منذ العام 2007، حيث انخفض بنسبة تزيد على 78%.
ونظرًا لحجمها وجاذبيتها السياحية، تعد إسبانيا ثاني دولة في الاتحاد الأوروبي من حيث عدد الإيجارات السياحية، بعد فرنسا فقط. ففي العام الماضي، حجز أولئك الذين زاروا إسبانيا 141 مليون ليلة في أماكن إقامة قصيرة تتم إدارتها من خلال منصات عبر الإنترنت.